اللغة
الكروية (الفسحة)!
دفعني الفضول لمشاهدة مباراة كره قدم، و لأننى غير مُِلم بلوغاريتمات تلك
الرياضة و قوانينها؛ فقد انتابتني الدهشة البالغة حينما شاهدت الفرحة العارمة
تجتاح اللاعب و بقية أعضاء فريقه ـ بل و مشجعيهم أيضاً ـ عندما أودع الكرة في شبكة
خصمه! (مع أن الصائد يعتبر ناجحاً إذا أوقع صيده في شبكته هو لا في شبكة غيره)!.
و ازدادت دهشتي حينما سمعت تلك
اللغة (الكروية) التي مسخت لغتنا العربية، المتميزة عن غيرها من لغات العالم بحرف
الضاد حتى قيل إنها (لغة الضاد) وجدت اللغة (الكروية) تلك قد أسقطت هذا الحرف
تماماً من قاموسها العجيب: فكلمة (ضد) تصبح (دد) و كلمة (تضيع) تصير (تديع) و ضربة
جزاء (دربة جزاء)!.
و رغم يقيني بأن المثل القائل (العين عليها
حارس) مثل صحيح إلا أنني أشك أن يكون المقصود هو (حارس) المرمى! ذلك لأن كروية
اللغة قد فقعت العين ذاتها و أصابتها في مقتل: فالعدد (تسعة عشر) ينطقونه (تسحتاشر)!
و العدد (أربعة عشر) (أربحتاشر)! أما حرف الخاء فيتم إبداله بحرف الغين: (متلخبط)
تصبح (متلغبط) و (تخبط) تصير (تغبط)!...
كان الله في (حون) (كماهير) تلك الكرة ذات
(الألخاذ) (الحويصة) و اللغة الكروية (الصحبة) التي ترحت لغتنا (الكميلة) (أرداً)
(داغل) (المستتيل الأغدر) أو الأغبر !.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نُشر مقالي هذا في جريدة الخميس بتاريخ 20/7 /2000 صفحة 2
نُشر مقالي هذا في جريدة الخميس بتاريخ 20/7 /2000 صفحة 2